الإعفاء المؤقت من غرامات التأخير ورسوم التحصيل والغرامات

فصل الخطاب في:

قرارالإعفاء من غرامات التأخير والجزاءات التي جاء بها الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي لفائدة منتسبيه.صدر مؤخرا قرار يقضي بإعفاء المهنيين المنتسبين للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي , من غرامات التأخير والزيادات بنسب مئوية متفاوتة ولم يمض على هذا القرار أزيد من شهر, حتى أعقبه قرار ثان يتحدث فيه عن إعفاء كلي وهي مبادرة من المؤكد أنها ستخفف العبئ الذي يطوق عنق المهنيين لعدم إستطاعتهم الأداء , ليس تملصا أوتهربا من إلتزاماتهم تجاه الصندوق بل بفعل الضائقة الإقتصادية والمالية والأزمة الخانقة التي تعيشها مجموعة من القطاعات بفعل تراكمات عديدة أدت إلى شل القدرة عن الأداء .إن تراكم الديون والعجز عن أدائها له دلالات كثيرة يستوجب على الحكومة إن كانت جادة البحث ودراسة الأسباب والبحث عن الحلول مستقبلا .

وإذا كان قرارا الإعفاء يصبان لمصلحة المهنيين وهي مبادرة لابد من التنويه بها ,فالسؤال المطروح من كان له الفضل في صدور هذين القرارين الذين يعدان حقنة إنعاش مؤقتة لجسد ميت سريريا .في المغرب هناك أزيد من 200 ألف جمعية وإطار جمعوي, كلها تناضل من أجل مصلحة الوطن والمواطنين وكلها تشتغل على دراسات وتقديم ملفات مطلبية يتوجه بها إلى المسؤولين والبرلمانيين ورئاسة الحكومة من ممثلي الشعب , سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو عبر الغرف المهنية دون أن ننسى أن الإلحاح مع كثرة المطالبين في الشيء لابد أن يأتي بالنتيجة .المتعارف عليه أن الأعمال و العبر بالخواثيم, والملاحظ أنه في ختام القرارين نرى 3 تواقيع الأول للسيدة الرئيسة نادية فتاح العلوي والثاني لممثل الشغالين والثالث لممثل المشغلين السيد شكيب لعلج رئيس الإتحاد العام للمقاولات بالمغرب CGEM ( والذي لم يتفاخر ببلاغ أو عبر الفايسبوك أو ماشابه مطبلا ومزمرا بهذا الإنجاز والذي يعتبره عاديا أو تحصيل حاصل لنضالاته)فهل يحق لنا كمجتمع مدني ناضلنا أيضا من أجل هذا المكسب أن نتبنى بهتانا وأنه بفضلنا وصلنا لهذه النتائج بعد جلسات ماراطونية ومراسلات ولقاءات مع مسؤولين ونحن نرى الأختام والتواقيع أسفل القرار منطقيا وأخلاقيا لا .

طالما لا يوجد توقيعنا على تلك القرارات علينا أن نستحي لأن كل تلك الصور التي نروج لها ونتباها بها لجلوسنا مع المسؤولين لا تعني بأي شكل أن الفضل يعود فيه لنا , بقدر ما يعني أنه ( دارو لينا خاطرنا ).. ولو كان لنا دور تأثيري غير فرجوي ومسرحي لكنا من ضمن الموقعين .الخلاصة كل من يدعي أن الفضل يعود له ويجير لنفسه نتائجا لم يكن له أي فضل في جني ثمارها فهو واهم . ويمارس الخداع والتزييف والتلاعب بالعقول ويوهم السذج من أتباعه ويصور لهم عالما من الأوهام والأحلام معتقدا أن الجميع في جلسة تنويم مغناطيسية . وإن كان لأحد الجرأة على ادعاء ذلك فهو كاذب محتال متاجر بتغليط المهنيين وبذلك لا يغالط إلا السدج ممن يصدقونه وهم أيضا يستحقون أمثال هؤلاء الانتهازين من راكبي الأمواج .لكن في المقابل إذا كانت الصراحة تنفر منا الناس ... فماذا نفعل ...هنا نرتدي الأقنعة ونخدع أنفسنا ومن حولنا ونقول لهم ما يريدون سماعه حتى نشعر بالإنتماء الوهمي لفئة لا تقبلك إلا مزيفا وهذا نهج بعض الإنتهازيين.

وهذا يحيلنا إلى ما قاله فريديرك نيتشيه . لا تقع ضحية المثالية المفرطة فتعتقد بأن قول الحقيقة سوف يقربك من الناس .. الناس تحب وتكافئ من يستطيع تخديرها بالأوهام ... منذ القدم والبشر لا تعاقب إلا من يقول الحقيقة , وإذا أردت البقاء مع الناس شاركهم أوهامهم , فالحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل .يقول أحدهم إذا لم تستطع إبهار الناس بالذكاء فابهرهم بالغباء .الإشارات الواردة في هذه المقالة هي حقائق تلتقطها هوائيات المستبصرين وكذا راكبوا الأمواج .محمد بوزيت جمعوي ومهني وأستطيع أن أقول ما لا تجرؤ أنت حتى على التفكير فيه لأن يديك مرتعشة .

في
استغلال الأصول العامة